منذ ثلاثة عقود تقريبا، والاصوات تتعالى من داخل إيران بزعم إن هناك تيار أو جناح إصلاحي ـ معتدل في النظام الايراني وهو أمر کما يبدو قد إنطلى على البعض الذين لم يصدقوا ذلك الزعم فقط وإنما راهنوا عليه أيضا،
ولکن ومع مرور کل هذه الاعوام فإنه لم يکن هناك من أي إصلاح وإنما مجرد کلام يتم ترديده کجدل بيزنطي لافائدة من وراءه أبدا!
عندما يقول الرئيس الايراني الاسبق، محمد خاتمي، بأن الشعب الايراني يخاطب جناحه: “نريد منكم أن تقدموا لنا إصلاحا حقيقيا واحدا استطعتم تنفيذه” في إيران.
”، فإنه ومن خلال ذلك يميط اللثام عن حقيقة کون مزاعم الاصلاح في إيران مجرد أکذوبة لاوجود لها في الواقع والانکى من ذلك إن خاتمي يعترف بمنتهى الصراحة قائلا: “إننا في موقف صعب للغاية…
ونتيجة لذلك تزداد عدم ثقة الناس في النظام والمجتمع، وتحول ذلك إلى إحباط وخبية أمل”، الحقيقة ليس الجناح الذي يدعي الاصلاح في موقف صعب للغاية بل إن النظام کله کذلك،
وإن الشعب صار لا يثق بالنظام ککل ولم يعد يجزئ ويفرق بين هذا الجناح أو ذاک الجناح فکلهم سواسية فيما يجري للشعب الايراني.
الاوضاع المختلفة ولاسيما الاقتصادية والمعيشية في إيران تتجه دائما نحو الاسوأ وإن الوعود والعهود الکاذبة بإصلاح الاوضاع وتحسين الحالة المعيشية وتوفير مساحة ما من الحريات، صارت أشبه ماتکون بظاهرة في إيران في ظل هذا النظام،
ومن هنا، فإن الثقة قد إنعدمت تماما بالنظام ولم يعد هناك من يراهن على الوعود والعهود المعسولة بتحسين الاوضاع المختلفة لأن الشعب قد تأکد بأن کلها وفي خطها العام مجرد أکاذيب بل وحتى محض هراء!
تصاعد الوعي السياسي لدى الشعب الايراني بإتجاه رفض الصبغة الدينية للنظام والذي يبدو إنه قد تيقن من إنها مجرد غطاء من أجل تمرير وتحقيق أهداف وغايات معظمها لاتتفق مع الدين،
والموقف الصعب للغاية الذي يتحدث عنه خاتمي وقبله روحاني وقادة ومسٶولون آخرون في النظام إنما له إرتباط وعلاقة قوية بتنامي حالة رفض الغطاء الديني للنظام والذي يتم إستغلاله في مصادرة الحريات وتکريس ظاهرة العداء للمرأة وتبرير الفشل الاقتصادي والفساد ونهب ثروات البلاد وصرفها في مجالات لاتخدم الشعب الايراني.
الاصلاح مجرد سراب أو کذبة تم إختلاقها في ظل النظام الايراني من أجل مساعدته على تجاوز وتخطي الاوضاع الصعبة التي تواجهه ومن أجل تخفيف الضغط الشعبي عليه،
ولکن وکما يبدو فقد وصل الى نهاية الخط والذي يٶکد بأن کل ما جرى خلال قرابة 30 عاما بشأن مزاعم الاصلاح کنا أشبه ما يکون بتفسير الماء بالماء!